إذا ضعفت العقيدة في القلوب ضعف العمل، فإذا رأيت الذي يكون ضعيفا في عباداته، في صلواته وزكواته وما إلى ذلك، فاعلم أن ذلك لضعف في عقيدته بالأساس.فالعقيدة حقيقة إذا امتلأ بها القلب ظهرت آثارها على الجواربالوقوف قائما أو عدم الاستظلال أو بترك الكلام فهذا ليس فيه طاعة logo من كان مسافرا ولم يصل المغرب والعشاء فأدرك العشاء خلف إمام مقيم فالمختار أنه يصلي المغرب وحده، فإذا صلاها دخل معه في بقية العشاء، وذلك لاختلاف النية؛ فإن المغرب والعشاء متفاوتان بينهما فرق في عدد الركعات. هذا الذي نختاره. وأجاز بعض المشائخ أنه يدخل معهم بنية المغرب، فإذا صلوا ثلاثا فارقهم وتشهد لنفسه وسلم، ثم صلى العشاء، ولكل اجتهاده إن الغذاء الطيب من مكسب حلال يكسب القلب قوة، ويكسبه صفاء وإخلاصا، ويكون سببا في قبول الأعمال وإجابة الدعوات. والغذاء الطيب يكون سببا في بركة الله ومباركته للأعمال والأعمار والأموال، وأثر ذلك واضح، فقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (كل لحم نبت على سحت فالنار أولى به) لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف
shape
شرح كتاب الآجرومية
133732 مشاهدة print word pdf
line-top
العلامة الرابعة: الياء

...............................................................................


وأما الياء: فتكون علامة للنصب في موضعين: في التثنية والجمع. تقدم تعريف التثنية. المثنى: اسم دل على اثنين، وأغنى عن المتعاطفين بزيادة في آخره، صالح للتجريد وعطف مثله عليه، علامة نصبه الياء. فإذا قلت مثلا: دخلت مسجدين، واشتريت كتابين، وكلمت رجلين، فهذه الأسماء منصوبة، وعلامة نصبها الياء التي قبل النون، وعلامة نصبه الياء لأنه مثنى منصوب بالياء. وأما النون فيقولون: إنها عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد. النون مكسورة. الأصل: أنها مكسورة، مسجدينِ والزيدينِ، هذه التثنية. وأما الجمع: فالمراد به جمع المذكر السالم، مثل: لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ الصادقين: مفعول. هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ الصادقين: مفعول به، علامة نصبه الياء التي قبل النون. وتقدم أنه إذا كان مرفوعا فإنه يكون بدل الياء واو، الصادقون، فهو ينصب بالياء الصادقين، وأما النون فإنها عوض عن الحركة والتنوين في الاسم المفرد ونونه تكون دائما مفتوحة، وتكسر للضرورة في قول الشاعر:
ومـاذا تبتغي الشعـراء مـني
وقـد جاوزت حـد الأربعـينِ
فالأصل: الأربعينَ
عـرفنا جعـفرا وبني أخيــه
وأنكـرنا زعـانـف آخـرين
فالأصل: آخرينَ. فالحاصل: أن جمع المذكر السالم ينصب بالياء. فإذا قلت مثلا أو قرأت: إن المتقين، فتقول المتقينَ، منصوب بإن، وعلامة نصبه الياء التي قبل النون، أو يقولون: الياء المكسور ما قبلها، المفتوح ما بعدها؛ لأنه جمع مذكر سالم. وإذا قلت مثلا: أكرم الله المؤمنين، وشرف الصادقين، وأثاب العاملين، فكلها جمع مذكر سالم، أو صفة له. هذه هي التي تعرب بالحركات والحروف.

line-bottom